مرشوع اسفري امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا يف مجال االستجابة اإلنسانية
النارش: مرشوع اسفري @حقوق النرش: مرشوع اسفري 2011 الربيد اإللكرتوين: info@sphereproject.org املوقع عىل شبكة اإلنرتنت: www.sphereproject.org أطلقت مجموعة من املنظامت غري الحكومية إىل جانب حركة الصليب األحمر والهالل األحمر مرشوع اسفري يف عام 1997 وكان هدفهم هو صياغة مجموعة من املعايري الدنيا العاملية يف املجاالت األساسية لالستجابة اإلنسانية: دليل املجال. والهدف من هذا الدليل هو تحسني جودة االستجابة اإلنسانية يف حاالت الكوارث والنزاعات وتعزيز املساءلة عن النظام اإلنساين أمام السكان املترضرين من الكوارث. وتجدر اإلشارة إىل أن امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا يف مجال االستجابة اإلنسانية نتاج تجربة جامعية للعديد من األفراد والوكاالت. ولذلك ال ينبغي اعتباره ممثال آلراء أي وكالة مبفردها. الطبعة األوىل املبدئية عام 1998 الطبعة النهائية األوىل عام 2000 الطبعة الثانية عام 2004 الطبعة الثالثة عام 2011 الرقم املعياري الدويل للنرش :)ISBN( 978-1-908176-04-2 يرد هذا املطبوع يف دليل املكتبة الربيطانية ودليل مكتبة مجلس النواب األمرييك الكونغرس. جميع الحقوق محفوظة. املواد الواردة يف هذا الدليل محمية مبوجب حقوق النرش غري أنه يف اإلمكان استنساخها بأية وسيلة وبدون مقابل لألغراض التعليمية وليس إلعادة بيعها. ويتعني الحصول عىل ترصيح رسمي الستعامل الدليل يف مثل هذه األغراض وغالبا ما يم نح هذا الترصيح عىل الفور. ولنسخ مواد هذا الدليل ألي أغراض أخرى أو إلعادة استعاملها يف منشورات أخرى أو ترجمتها أو تكييفها فال بد من الحصول عىل ترصيح مكتوب من مالك حقوق النرش وقد يتعني سداد رسم مقابل ذلك. ويتوىل توزيع هذا الدليل لصالح مرشوع اسفري دار الرشوق للنرش والتوزيع عاما ن-االردن شارع امللك حسني بناية الرشكة املتحدة للتأمني Dar Al Shorouk for Publishing&Distribution Amman-Jordan King Hussein Street,United Insurance Building P.O.B: 926463 code 11118 هاتف: 962-6-6-4618190+ فاكس: 962-6-4610065+ بريد الكرتوين: shorokjo@nol.com.jo املوقع عىل شبكة االنرتنت: www.shorok.com النسق الطباعي من تصميم: messaggio studios ميتز-تييس فرنسا طبع بواسطة: بلمونت للطباعة نورثهامبتون اململكة املتحدة. ترجمة النسخة العربية: مها الخفاجي وطارق رزق تدقيق النسخة العربية: سامية سعد ii
تقديم هذه هي أحدث طبعة من دليل اسفري امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا يف مجال االستجابة اإلنسانية وهي نتاج تعاون واسع مشرتك بني الوكاالت. ويتجسد يف هذا امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا تصميم الوكاالت عىل تحسني فعالية ما تقدمه من مساعدة واستعدادها لتحمل املسؤولية أمام أصحاب املصلحة مبا يسهم يف وجود إطار عميل للمساءلة. وبالطبع فإن امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا ال متنع األزمات اإلنسانية من الوقوع وال تتفادى املعاناة اإلنسانية. إال أنها تتيح فرصة لتعزيز املساعدة بهدف إحداث تغيري يف حياة الناس املترضرين من الكوارث. وانطالقا من أصولها التي ترجع إىل أواخر التسعينيات من القرن املايض كمبادرة من مجموعة من املنظامت غري الحكومية اإلنسانية وحركة الصليب األحمر والهالل األحمر فإن معايري اسفري يجري تطبيقها اآلن كمعايري واقعية يف مجال االستجابة اإلنسانية يف القرن الحادي والعرشين. ولذلك فإنه يتوجب توجيه كلمة عرفان إىل جميع أولئك الذين ساهموا يف تنفيذ هذا العمل. جون دامرييل تون فان زوتفن مدير املرشوع رئيس مجلس إدارة مرشوع اسفري iii
امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا يف مجال االستجابة اإلنسانية كلمة شكر وتقدير لقد تم تنقيح دليل اسفري عرب عملية تعاونية تشاورية موسعة مبشاركة عدد كبري من األشخاص حول العامل وعددهم كبري بدرجة يتعذر معها ذكر أسامئهم جميعا. ومرشوع اسفري يشيد مبدى اتساع نطاق املساهامت املقدمة واستعداد املنظامت واألفراد عىل املشاركة. وقد اضطلعت مجموعة من منسقي الفصول التقنية بعملية تنقيح الدليل من أجل الفصول التقنية واملواضيع الشاملة مدعومة بخرباء بشأن القضايا الناشئة وجميعهم من املامرسني يف القطاع سواء من املعارين من منظامت إنسانية أو من املتعاقدين بشكل مبارش وذلك بناء عىل املستوى املنشود للعمل. وقد قاد خرباء استشاريون عملية التنقيح لعنارص ذات صلة بالدليل ككل األمر الذي تطلب عمال جديدا كبريا. وما مل يذكر خالف ذلك فإن األسامء التالية هي الستشاريني. امليثاق اإلنساين: جيمس داريس ماري بيكارد جيم بيشوب )إنرتأكشن( كلري سميث )منظمة كري الدولية( إيفون كليامن )االتحاد الدويل لجمعيات الصليب األحمر والهالل األحمر( مبادئ الحامية: إد شنكنبريغ فان مريوب )املجلس الدويل للوكاالت الطوعية( كلودين هايني ديل املعايري األساسية: بيتا سانديسون سارة ديفيدسون الفصول التقنية اإلمداد باملاء واإلصحاح والنهوض بالنظافة: نيغا بازيزيو ليغييس )أوكسفام بريطانيا العظمى( األمن الغذايئ والتغذية: - التغذية: سوزان ثورستانز )إنقاذ الطفولة باململكة املتحدة( - األمن الغذايئ وسبل املعيشة: ديفريغ فييل )العمل ضد الجوع( - املعونة الغذائية: بول ترنبول )برنامج األغذية العاملي( الرت ميدلتون )وورلد فيجن الدولية( املأوى واملستوطنات البرشية واللوازم غري الغذائية: جراهام سوندرز )االتحاد الدويل لجمعيات الصليب األحمر والهالل األحمر( العمل الصحي: مسفني تكلو )وورلد فيجن الدولية( املواضيع املشرتكة عرب الدليل: األطفال: مونيكا بلومسرتوم ماري مورث )كلتاهام من إنقاذ الطفولة بالسويد( كبار السن: جو ويلز )الرابطة الدولية للمسنني هيلبيدج ( ذوو اإلعاقة: ماريا كيت )مركز ليونارد شيشاير لإلعاقة والتنمية الشاملة( iv
كلمة شكر وتقدير v العدل بني الجنسني )الجنسانية(: سيوبهان فوران )مرشوع جني كاب التابع للجنة الدامئة املشرتكة بني الوكاالت( القضايا النفسية االجتامعية: مارك فان أومريين )منظمة الصحة العاملية( مايك ويسيلز )جامعة كولومبيا( فريوس نقص املناعة البرشية واإليدز: بول شبيغل )مكتب مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني( البيئة وتغري املناخ والحد من مخاطر الكوارث: أنيتا فان بريدا )الصندوق العاملي للطبيعة( نايغل تيمينز )املعونة املسيحية كريستيان إيد ( املعايري املرتافقة مع معايري اسفري التوعية املبكر: جينيفر هوفامن تزفيتومريا لوب )كالهام من الشبكة املشرتكة بني الوكاالت من أجل التوعية يف حاالت الطوارئ( الرثوة الحيوانية: كايث واتسون )اإلرشادات واملعايري للرثوة الحيوانية يف حاالت الطوارئ( االنتعاش االقتصادي: ترييس غريستل لورا ميسرن )كلتاهام من شبكة النهوض باملرشوعات الصغرية وتعزيزها( الخرباء االنتعاش املبكر: ماريا أولغا غونزاليس )برنامج األمم املتحدة اإلمنايئ مكتب منع األزمات واإلنعاش( تنسيق املخيامت وإدارة املخيامت: جيليان دون )اللجنة الدولية لإلنقاذ( برامج التحويالت النقدية: نوبور كوكريتي )شبكة الرشاكة املعنية بالتعلم يف مجال التحويالت النقدية( وباإلضافة إىل ذلك فقد تم التشاور مع عدد من األشخاص فيام يتعلق بالربط بني الجهات املدنية والعسكرية وبحساسيات النزاعات والبيئات الحرضية. وقد تم تأسيس فرق عمل وفرق مرجعية لدعم منسقي الفصول التقنية يف عملهم بينام ينوه مرشوع اسفري مبساهمة جميع هؤالء األشخاص فإن املجال ال يتسع لذكر أسامئهم هنا. ومع ذلك فباإلمكان االطالع عىل القامئة الكاملة بأسامء جميع أعضاء فريق العمل والفريق املرجعي عىل املوقع اإللكرتوين ملرشوع اسفري :.www.sphereproject.org املحررون: فيل غريني سو فيفرن ديفيد ويلسون مسه لو حلقة العمل املعنية بالتنقيح: راجا جاراه أخصائيو الرصد والتقييم: كلوديا شنايدر املركز السويرسي للتكنولوجيا املالمئة
امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا يف مجال االستجابة اإلنسانية مجلس إدارة مرشوع اسفري )حتى 31 كانون األول/ديسمرب 2010( تحالف عمل الكنائس معا )جون ندونا( * هيئة أكرب لتنسيق اإلغاثة يف أفغانستان )لوران سيالرد( * أكشن دويتشالند هيلفت )مانويال روسباخ( * منظمة كري الدولية )أوليفييه براونستيفر( * مؤسسة كاريتاس الدولية )جان ويتس( * املجلس الدويل للوكاالت الطوعية )إد شنكنبريغ فان مريوب( * اللجنة الدولية لإلنقاذ )جيليان دون( * إنرتأكشن )ليندا بوتيت( * إنرتمون أوكسفام )إيلينا سغوربايت( * االتحاد الدويل لجمعيات الصليب األحمر والهالل األحمر )االتحاد الدويل( )ساميون إكليشال( * االتحاد اللوثري العاملي )رودملار بوينو دي فاريا( * مجموعة عمل السياسات املعنية باالستجابة لحاالت الطوارئ )ميا فوكوجيفيك( * الخطة الدولية )أوين كريشنان( * تحالف إنقاذ الطفولة )آين فوسرت( * اسفري فرع الهند )إن. إم. بروستي( * جيش الخالص )رايلتون جيبس( * وورلد فيجن الدولية )تون فان زوتفن( الجهات املانحة باإلضافة إىل املساهامت التي قدمتها املنظامت األعضاء يف مجلس اإلدارة املذكورة أعاله فقد قامت الجهات التالية بتمويل عملية تنقيح الدليل: الوكالة األسرتالية للتنمية الدولية )املعونة األسرتالية( * مكتب املفوضية األوروبية للشؤون اإلنسانية )إيكو( * وزارة الشؤون الخارجية األملانية * وزارة الشؤون الخارجية االسبانية * الوكالة السويرسية للتنمية والتعاون * قسم التنمية الدولية )اململكة املتحدة( * مكتب السكان والالجئني والهجرة التابع لوزارة خارجية الواليات املتحدة األمريكية * مكتب املساعدة الخارجية يف حاالت الكوارث التابع للوكالة األمريكية للتنمية الدولية أعضاء فريق موظفي مرشوع اسفري مدير املرشوع: جون دامرييل إدارة التدريب والتعلم: فريونيكا فوبرت إدارة الرتويج واملواد: أنينيا ناديغ الدعم التدريبي والرتويجي: سيسيليا فورتيد الشؤون اإلدارية واملالية ليديا بوكويز وخالل مراحل متعددة أثناء عملية تنقيح هذا الدليل كان هناك دعام إضافيا قدمه أليسون جويرن وهاين إسكندر ولورا لوبيز. vi
قامئة املحتويات تقديم.................................................................................................. iii كلمة شكر وتقدير.................................................................................... iv ما هو مرشوع اسفري.............................................................................. 3 امليثاق اإلنساين..................................................................................... 17 مبادئ الحامية....................................................................................... 23 املعايري األساسية..................................................................................... 45 املعايري الدنيا يف مجال اإلمداد باملاء واإلصحاح والنهوض بالنظافة.......................... 75 املعايري الدنيا يف مجال األمن الغذايئ والتغذية............................................... 133 املعايري الدنيا يف مجال املأوى واملستوطنات البرشية واللوازم غري الغذائية............... 229 املعايري الدنيا يف مجال العمل الصحي......................................................... 273 املالحق.............................................................................................. 339 امللحق رقم :1 الوثائق الرئيسية التي يسرتشد بها امليثاق اإلنساين..................... 340 امللحق رقم 2: قواعد السلوك من أجل الحركة الدولية للصليب األحمر والهالل األحمر واملنظامت غري الحكومية أثناء اإلغاثة يف حاالت الكوارث..... 352 امللحق رقم :3 االختصارات واألحرف األولية............................................... 361 الفهرس............................................................................................. 365
امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا يف مجال االستجابة اإلنسانية أجزاء الدليل ما هو مرشوع اسفري املبادئ واملعايري األساسية يحتوي كل فصل عىل مجموعة من املعايري فضال عن املرفقات واملراجع/ املزيد من املطالعات. األجزاء العامة املشرتكة: املعايري الدنيا التدابري األساسية املؤرشات الرئيسية املالحظات اإلرشادية امليثاق اإلنساين مبادئ الحامية املعايري األساسية اإلمداد باملاء واإلصحاح والنهوض بالنظافة األمن الغذايئ والتغذية املأوى واملستوطنات البرشية واللوازم غري الغذائية مجال العمل الصحي الوثائق الرئيسية التي يسرتشد بها امليثاق اإلنساين املعايري األساسية واملعايري الدنيا: وضع املبادئ موضع التنفيذ مدونة قواعد السلوك
ما هو مرشوع اسفري
امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا يف مجال االستجابة اإلنسانية ما هو مرشوع اسفري يحظى مرشوع اسفري والدليل الخاص به بشهرة واسعة إلدخاله اعتبارات مراعاة الجودة واملساءلة إىل مجال االستجابة اإلنسانية. ولكن ما هي أصول مرشوع اسفري ما هي فلسفته وما هو نهجه كيف ينظر إىل هذا الدليل وملاذا ما هو موقعه يف العامل األوسع للعمل اإلنساين ومن الذي ينبغي له استعامله ومتى تلك هي األسئلة الرئيسية التي يسعى هذا الفصل جاهدا نحو توفري بعض اإلجابات عنها. وعالوة عىل ذلك فإنه يرشح تفصيليا طريقة تنظيم هذا الدليل وكيفية استعامله وكيف ميكن لكم أو ملنظمتكم العمل وفقا للمعايري الدنيا ملرشوع اسفري. فلسفة مرشوع اسفري : الحق يف الحياة بكرامة بارشت مجموعة من الوكاالت اإلنسانية غري الحكومية إىل جانب الحركة الدولية للصليب األحمر والهالل األحمر مرشوع اسفري يف عام 1997 وكان هدفهم هو تحسني جودة أعاملهم يف مجال االستجابة للكوارث واستعدادهم لقبول املساءلة عن ذلك. وقاموا بإرساء فلسفة مرشوع اسفري عىل معتقدين أساسيني: أولهام أن السكان املترضرين من الكوارث أو النزاعات لديهم الحق يف الحياة بكرامة وبالتايل فلديهم حق الحصول عىل املساعدة وثانيهام أنه ينبغي اتخاذ كافة الخطوات املمكنة لتخفيف املعاناة اإلنسانية الناجمة عن الكوارث أو النزاعات. ويف إطار املسعى الجاد نحو دعم هذين املعتقدين األساسيني فقد وضع مرشوع اسفري إطارا للميثاق اإلنساين وحدد مجموعة من املعايري الدنيا يف قطاعات رئيسية منقذة للحياة تجسدها اآلن الفصول التقنية األربعة من هذا الدليل: اإلمداد باملاء واإلصحاح والنهوض بالنظافة واألمن الغذايئ والتغذية واملأوى واملستوطنات واللوازم غري الغذائية ومجال العمل الصحي. أما املعايري األساسية فهي معايري عملية وتنطبق عىل جميع الفصول التقنية. واملعايري الدنيا هي معايري تقوم عىل األدلة ومتثل آراء قطاعية بشأن أفضل املامرسات يف مجال االستجابة اإلنسانية. وكل معيار مصحوب بتدابري أساسية ومؤرشات رئيسية ومالحظات إرشادات )يأيت وصفها يف الجزء الوارد أدناه بشأن كيفية استعامل املعايري ( تعطي توجيها بشأن كيفية تحقيقه. وتصف املعايري الدنيا الرشوط التي يتحتم تحقيقها يف أي استجابة إنسانية ليك يتسنى للسكان املترضرين من الكوارث البقاء عىل قيد الحياة واالنتعاش بكرامة ويف ظل ظروف مستقرة. ويف صميم الفلسفة التي تقف وراء مرشوع اسفري يكمن إرشاك السكان املترضرين يف العملية التشاورية وبالتايل فقد كان هذا املرشوع من أوائل ما يعرف اآلن باسم مبادرات الجودة واملساءلة.
ما هو مرشوع اسفري ويجري نرش امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا معا يف دليل واحد وأحدث طبعاته هي تلك التي تقرأونها بني يديكم اآلن. وهذا الدليل مصمم من أجل التخطيط والتنفيذ والرصد والتقييم خالل عملية االستجابة اإلنسانية. وهو أيضا أداة فعالة للمنارصة عند التفاوض مع السلطات من أجل حيز العمل اإلنساين ومن أجل توفري املوارد. وعالوة عىل ذلك فمع تزايد اهتامم الجهات املانحة بإدراج املعايري يف متطلباتهم بشأن ما يرفع إليهم من تقارير فإن هذا الدليل يكون مفيدا ألنشطة التأهب للكوارث والتخطيط للطوارئ. ولكون هذا الدليل غري مملوك ألي منظمة فإنه يحظى بقبول واسع النطاق من جانب القطاع اإلنساين ككل وأصبح من مجموعات املعايري التي تحظى بأكرب قدر من الشهرة واالعرتاف الدويل فيام يتعلق باالستجابة اإلنسانية ويستخدم كأداة اتصال وتنسيق مشرتكة بني الوكاالت. وكان أول إصدار لهذا الدليل يف عام 2000 وتم تنقيحه عام 2003 ثم أعيد تنقيحه مرة أخرى عامي 2009 و 2010. وكانت ت جرى مشاورات عىل مستوى القطاع خالل كل عملية للتنقيح شملت مجموعة واسعة من الوكاالت واملنظامت واألفراد مبا يف ذلك وكاالت حكومية ووكاالت لألمم املتحدة. واملستخدمون الرئيسيون لدليل اسفري هم املامرسون املنخرطون يف التخطيط أو اإلدارة أو التنفيذ يف مجال االستجابة اإلنسانية ويشمل ذلك املوظفني واملتطوعني يف الوكاالت اإلنسانية املحلية والوطنية والدولية. وكثريا ما تجري اإلشارة إىل املعايري الدنيا يف سياق جمع األموال ومقرتحات املشاريع. كام أن الجهات الفاعلة األخرى مثل الحكومات أو السلطات املحلية أو العسكرية أو القطاع الخاص مدعوة إىل استعامل دليل اسفري فقد يكون استخدامه من األمور املفيدة يف توجيه أنشطتهم الخاصة ويف مساعدتهم عىل فهم املعايري التي تستعملها الوكاالت اإلنسانية التي قد يتفاعلون معها. الدليل: تجسيد لقيم اسفري تعكس الطريقة التي تم بها تنظيم هذا الدليل الهدف من مرشوع اسفري وذلك لرتسيخ أسس االستجابة اإلنسانية يف نهج حقوقي يقوم عىل املشاركة. امليثاق اإلنساين ومبادئ الحامية واملعايري األساسية يعرب امليثاق اإلنساين ومبادئ الحامية واملعايري األساسية تعبريا واضحا عن نهج مرشوع اسفري القائم عىل الحقوق الذي يركز عىل الناس يف مجال االستجابة اإلنسانية. وكلها تركز عىل أهمية إدراج السكان املترضرين والسلطات املحلية والوطنية يف جميع مراحل االستجابة. وتم تجميع مبادئ الحامية واملعايري األساسية معا يف بداية هذا الدليل تفاديا لتكرارها مع كل فصل تقني. ولذا فيجب عىل مستعميل معايري اسفري مبن فيهم املتخصصني يف أي مجال تقني محدد النظر إليها كجزء ال يتجزأ من هذه الفصول. وحجر الزاوية يف هذا الدليل هو امليثاق اإلنساين )مصحوبا بقامئة توصيفية لوثائق قانونية وسياسية أساسية يف امللحق رقم 1 الصفحة رقم 340(. وهو يوفر خلفية أخالقية وقانونية ملبادئ الحامية فضال عن املعايري األساسية واملعايري الدنيا وهو بذلك ميهد السبيل نحو تفسريها وتنفيذها عىل نحو صحيح. وهو بيان لحقوق والتزامات قانونية مقررة ومعتقدات والتزامات مشرتكة للوكاالت اإلنسانية وقد جرى جمعها كلها يف مجموعة من املبادئ والحقوق والواجبات املشرتكة التي تأسست عىل مبدأ اإلنسانية
امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا يف مجال االستجابة اإلنسانية والواجب اإلنساين وهي تشمل الحق يف الحياة بكرامة والحق يف الحصول عىل املساعدات اإلنسانية والحق يف الحامية واألمن. كام يؤكد امليثاق عىل أهمية مساءلة الوكالة عن املجتمعات املترضرة. وتعرب املعايري األساسية واملعايري الدنيا تعبريا واضحا عام تعنيه هذه املبادئ وااللتزامات من حيث املامرسة. ويقدم امليثاق اإلنساين تفسريا لسبب كون املساعدة والحامية ركيزتني هامتني يف مجال العمل اإلنساين. ومن أجل مواصلة تطوير هذا الجانب املتعلق بالحامية فقد تضمن الدليل مجموعة من مبادئ الحامية التي ترتجم عدة مبادئ قانونية وحقوق أوجزها امليثاق إىل اسرتاتيجيات وتدابري ينبغي االسرتشاد بها يف مجال املامرسة اإلنسانية من منظور الحامية. فالحامية تشكل جزءا أساسيا من أجزاء العمل اإلنساين كام تشري مبادئ الحامية إىل مسؤولية كافة الوكاالت اإلنسانية عن ضامن أن تكون أنشطتها معنية بأكرث التهديدات خطورة التي يواجهها السكان املترضرون عادة يف أوقات النزاعات أو الكوارث. وينبغي لكافة الوكاالت اإلنسانية ضامن عدم جلب أعاملها ملزيد من األذى لألشخاص املترضرين )مبدأ الحامية رقم 1( وأن تصب أنشطتها بشكل خاص يف مصلحة من هم أشد ترضرا واستضعافا )مبدأ الحامية رقم 2( وأن تسهم يف حامية املترضرين من العنف وغري ذلك من أشكال االنتهاكات لحقوق اإلنسان )مبدأ الحامية رقم 3( وأن تساعد املترضرين عىل التعايف من االنتهاكات )مبدأ الحامية رقم 4(. وتأيت أدوار الوكاالت اإلنسانية ومسؤولياتها يف مجال الحامية بوجه عام يف املقام التايل للمسؤولية القانونية التي تتحملها الدولة أو غريها من السلطات ذات الصلة. وغالبا ما تنطوي الحامية عىل تذكري هذه السلطات مبسؤولياتها. واملعايري األساسية هي أول مجموعة من املعايري الدنيا التي تسرتشد بها باقي املعايري. وهي تعرب عن أهمية العمليات والنهوج املتبعة خالل االستجابة اإلنسانية لتجعلها استجابة فعالة. ومن األمور األساسية ليك يتسنى تحقيق املعايري التقنية: الرتكيز عىل قدرات املترضرين من الكوارث أو النزاعات ومشاركتهم مشاركة نشطة وإجراء التحليل الشامل للحاجات والسياقات وفهمها والتنسيق الفعال بني الوكاالت والعمل عىل التحسني املستمر لألداء ودعم عامل اإلغاثة املهرة دعام مالمئا. وقد تم تجميع مبادئ الحامية واملعايري األساسية معا يف بداية الدليل وذلك لتفادي تكرارها يف كل فصل من الفصول التقنية. وهي تدعم كافة األنشطة اإلنسانية ويجب استعاملها باالقرتان مع الفصول التقنية. وهي حاسمة فيام يتعلق بتحقيق املعايري التقنية بروح من الجودة واملساءلة عن السكان املترضرين. ترد املعايري األساسية واملعايري الدنيا يف أربعة فصول تقنية فاملعايري األساسية واملعايري الدنيا تغطي نهوج وضع الربامج وأربع مجموعات من مجموعات األنشطة املنقذة للحياة: اإلمداد باملياه واإلصحاح والنهوض بالنظافة واألمن الغذايئ والتغذية واملأوى واملستوطنات البرشية واللوازم غري الغذائية ومجال العمل الصحي.
ما هو مرشوع اسفري كيفية استعامل املعايري تتبع املعايري األساسية واملعايري الدنيا صياغة محددة. فكل معيار منها يبدأ ببيان عام وشامل املعايري الدنيا تليه سلسلة من التدابري األساسية واملؤرشات الرئيسية واملالحظات اإلرشادات. ويأيت أوال ذكر املعايري الدنيا حيث يجري اشتقاق كل معيار من املبدأ الذي مفاده أن السكان املترضرين من الكوارث لديهم الحق يف الحياة بكرامة. فهي إذن معايري نوعية بطبيعتها وهي تحدد املستويات الدنيا التي يتعني تحقيقها يف مجال االستجابة اإلنسانية. وميتد نطاقها عامليا وتنطبق عىل أي حالة من حاالت الكوارث. فهي بالتايل قد صيغت بعبارات عامة. ثم يأيت بعد ذلك اقرتاح التدابري األساسية الالزمة لتحقيق تلك املعايري الدنيا. وقد ال تنطبق بعض هذه املعايري يف جميع السياقات واألمر مرتوك للمامرس بشأن تحديد التدابري ذات الصلة أو استنباط تدابري بديلة من شأنها أن تؤدي إىل املعيار الذي يتم الوفاء به. بعدئذ تأيت مجموعة املؤرشات الرئيسية التي هي مبثابة إشارات تبني ما إذا كان قد تم تحقيق أحد املعايري. وهي توفر طريقة للقياس ورفع التقارير بشأن العمليات املتعلقة بالتدابري األساسية ونتائجها الرئيسية وتتعلق تلك املؤرشات الرئيسية باملعايري الدنيا وليس بالتدابري األساسية. وتأيت أخريا املالحظات اإلرشادات لتشمل نقاطا محددة السياق يتعني أخذها بعني االعتبار عند استهداف الوصول إىل التدابري األساسية واملؤرشات الرئيسية. وهي توفر توجيهات بشأن معالجة صعوبات أو معايري عملية أو إسداء النصح بشأن مواضيع متشعبة ذات أولوية. كام يجوز أن تشمل قضايا هامة تتعلق باملعايري أو التدابري أو املؤرشات وتقدم وصفا للمعضالت أو الخالفات أو الثغرات املوجودة يف املعارف الحالية. بيد أنها ال توفر توجيهات بشأن كيفية تنفيذ نشاط معني. وهناك مقدمة موجزة لكل فصل تحدد القضايا الرئيسية ذات الصلة. وتتضمن الفصول التقنية املتعلقة باملعايري الدنيا مزيدا من املرفقات التي تشمل عىل سبيل املثال قوائم مرجعية للتقدير وصيغ وجداول وأمثلة لنامذج رفع التقارير. وينتهي كل فصل بقامئة للمراجع واقرتاحات بشأن املزيد من القراءة. وميكن االطالع عىل مرسد مصطلحات مفصل للدليل بأكمله عىل موقع اإلنرتنت الخاص مبرشوع اسفري www.sphereproject.org. وجميع الفصول مرتابطة. فكثريا ما يكون من الرضوري معالجة معايري موصوفة يف أحد القطاعات باالقرتان مع معايري موصوفة يف قطاعات أخرى ونتيجة لذلك فإن الدليل يتضمن العديد من اإلشارات املرجعية. املطابقة مع املعايري الدنيا ملرشوع اسفري إن دليل اسفري عبارة عن قواعد تطوعية وأداة للتنظيم الذايت من أجل الجودة واملساءلة وحري بالذكر أن مرشوع اسفري ال يعتمد أية آلية لالمتثال فال يوجد يشء مثل التسجيل أو العضوية يف اسفري أو أي عملية لالعتامد. وقد اختار مرشوع اسفري عن وعي أال يكون هذا الدليل إلزاميا أو ينتحى منحى امتثاليا وذلك من أجل تشجيع أوسع نطاق اعتامد ممكن للدليل.
امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا يف مجال االستجابة اإلنسانية وهو دليل ال يقدم توجيها عمليا حول كيفية تقديم خدمات بعينها )تقرتح التدابري األساسية أنشطة للوصول إىل املعيار ولكن بدون تحديد كيفية القيام بذلك( وإمنا يقوم بدال من ذلك برشح ما يتوجب العمل به ليك يتسنى ضامن الحياة بكرامة للسكان املترضرين. ولذلك فإن األمر مرتوك لكل وكالة منفذة لتختار نظاما لضامن تطابقها مع املعايري الدنيا ملرشوع اسفري. وقد استعملت بعض الوكاالت آليات داخلية بحتة بينام اختار بعضها اآلخر إجراء استعراض أقران. وقد استعملت بعض شبكات الوكاالت مرشوع اسفري لتقييم استجابتها الجامعية يف حاالت طوارئ معينة. والتطابق مع اسفري ال يعني تلبية جميع املعايري واملؤرشات. فالدرجة التي ميكن بها للوكاالت الوفاء باملعايري تعتمد عىل مجموعة من العوامل بعضها خارج دائرة سيطرتها وقد يستحيل يف بعض األحيان تلبية هذه املعايري نتيجة لوجود صعوبات يف الوصول إىل السكان املترضرين أو االفتقار إىل التعاون من جانب السلطات أو انعدام األمن بدرجة شديدة. أما إذا كانت الظروف املعيشية بشكل عام للسكان املترضرين تقل بالفعل كثريا عن املعايري الدنيا قبل وقوع الكارثة فقد ال يكون لدى الوكاالت ما يكفي من املوارد لتلبية املعايري. ويف مثل هذه الحاالت فقد يكون توفري املرافق األساسية لكافة السكان املترضرين أكرث أهمية من تحقيق املعايري الدنيا لنسبة محددة من السكان. وقد تتجاوز املعايري الدنيا أحيانا الظروف املعيشية املعتادة يوميا لسكان املناطق املحيطة وعىل الرغم من أن االلتزام باملعايري لصالح السكان املترضرين من الكوارث يبقى أمرا أساسيا إال أن مثل هذه الحاالت قد تشري أيضا إىل رضورة اتخاذ إجراء لدعم السكان يف املناطق املحيطة والدخول يف حوار مع قادة املجتمع املحيل. وما هو مناسب وممكن سيكون وقفا عىل السياق. أما يف الحاالت التي ال ميكن فيها تلبية املعايري فينبغي للوكاالت الدولية القيام مبا ييل: - أن تصف يف تقاريرها )التقدير والتقييم... إلخ( الفجوة بني مؤرشات اسفري ذات الصلة من ناحية وما توصلت إليه تلك الوكاالت من واقع املامرسة - رشح أسباب ذلك والتغيري املطلوب - تقدير التبعات السلبية الواقعة عىل السكان املترضرين - اتخاذ تدابري التخفيف املناسبة لتقليل الرضر الناجم عن هذه التبعات إىل أدىن حد ممكن. ومن خالل االلتزام بالخطوات املذكورة أعاله ميكن للوكاالت أن تربهن عىل مطابقتها لفلسفة اسفري ومعايريه الدنيا حتى وإن مل تكن قادرة عىل الوفاء بها عىل النحو املبني يف هذا الدليل.
مكانة مرشوع اسفري داخل مجال العمل اإلنساين ما هو مرشوع اسفري لقد تم تصميم دليل اسفري من أجل استعامله خالل االستجابة اإلنسانية يف مجموعة من الحاالت التي تتضمن الكوارث الطبيعية والنزاعات واألوضاع الكارثية ذات البدايات البطيئة أو الرسيعة والبيئات الريفية والحرضية وحاالت الطوارئ السياسية املعقدة يف كافة البلدان. ويشمل مصطلح كارثة هذه الحاالت ويستخدم مصطلح نزاع عند االقتضاء أما مصطلح السكان فيشري إىل األفراد واألرس واملجتمعات املحلية واملجموعات واسعة النطاق. وبالتايل فإننا عادة ما نستخدم تعبري السكان املترضرين من الكوارث عرب كل صفحات هذا الدليل. متى يتعني استعامل هذا الدليل فيام يتعلق بفرتة االستجابة اإلنسانية فإن املعايري الدنيا ملرشوع اسفري تغطي األنشطة التي تلبي الحاجات العاجلة الالزمة للبقاء عىل الحياة للسكان املترضرين من الكوارث. وقد ترتاوح مدة هذه املرحلة بني بضعة أيام أو أسابيع أو عدة شهور أو حتى سنوات وال سيام يف السياقات التي تنطوي عىل حاالت انعدام األمن والنزوح التي طال أمدها. ولذلك فمن املستحيل تحديد إطار زمني للفرتة التي يتعني خاللها استعامل معايري مرشوع اسفري. إال أن هذا الدليل يحظى مبكانة خاصة داخل حدود مجال العمل اإلنساين األوسع الذي يتجاوز توفري اإلغاثة الفورية إىل طائفة من األنشطة التي تبدأ بالتأهب للكوارث مرورا باالستجابة اإلنسانية وانتهاء مبرحلة االنتعاش املبكر. وكأداة مرجعية فإن هذا الدليل مفيد يف كل مرحلة من مراحل التأهب للكوارث واالنتعاش املبكر حيث يشكل من ناحية املفهوم إطارا لالستجابة اإلنسانية أما يف الواقع فمن الرضوري أخذها جميعا بعني االعتبار يف آن واحد. ويتطلب التأهب للكوارث أن يكون لدى األطراف الفاعلة الحكومات والوكاالت اإلنسانية ومنظامت املجتمع املدين املحلية واملجتمعات املحلية واألفراد القدرات والعالقات واملعارف الالزمة للتأهب للكوارث والنزاعات واالستجابة لها بطريقة فعالة وينبغي لها قبل وأثناء عملية االستجابة املبادرة باتخاذ التدابري الالزمة التي من شأنها أن تحس ن من التأهب وتحد من املخاطر يف املستقبل. وينبغي أن تكون تلك األطراف متأهبة عىل األقل لتلبية املعايري الدنيا ملرشوع اسفري خالل الكوارث يف املستقبل. أما االنتعاش املبكر فهو العملية التالية ملرحلة اإلغاثة ويستمر حتى مرحلة االنتعاش طويلة األجل وتكون فعاليتها يف أشدها إذا ما أحسن توقعها وتسهيلها منذ البداية األويل لالستجابة اإلنسانية. ونظرا ألهمية االنتعاش املبكر فإن هذا الدليل يشري إليه يف كافة فصوله وحسبام يقتىض الحال.
امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا يف مجال االستجابة اإلنسانية التطورات يف القطاع اإلنساين وتبعات ذلك عىل مرشوع اسفري لقد ظهر عدد من التطورات يف القطاع اإلنساين واملجاالت األخرى ذات الصلة عىل مدى السنوات القليلة املاضية ويتضمن ذلك تغريات يف طبيعة الكوارث والنزاعات فضال عن العمل اإلنساين. وتشمل التطورات التي أخذتها عملية تنقيح هذا الدليل بعني االعتبار ما ييل: - تنامي الرتكيز املفاهيمي والتنفيذي عىل االستجابات املحلية والوطنية مع التسليم بوجوب التشاور مع السكان املترضرين وكذلك بحتمية تعزيز القدرات عىل االستجابة لدى الدول والوكاالت واملؤسسات الوطنية املترضرة من األزمات. - تحقيق مساءلة أكرث استباقية عن العمل اإلنساين وال سيام فيام يتعلق باملساءلة عن السكان املترضرين ولكن مع تنسيق أكرث استباقية أيضا يتضمن ما يدور داخل عملية اإلصالح يف املجال اإلنساين )النهج التكتيل( تحت رعاية اللجنة الدامئة املشرتكة بني الوكاالت. - تزايد الرتكيز عىل مسائل الحامية واالستجابات - تزايد الوعي بشأن احتامالت الهجرة القرسية واسعة النطاق بسبب الكوارث الناجمة عن تغري املناخ والتوعية بأن التدهور البيئي يزيد من مواطن الضعف - االعرتاف بالتزايد الرسيع لعدد فقراء السكان يف املناطق الحرضية وبأن لديهم مواطن ضعف محددة وال سيام فيام يتصل باالقتصاد النقدي والتالحم االجتامعي والحيز املادي - النهوج الجديدة لتقديم املعونة مثل التحويالت النقدية والقسائم واملشرتيات املحلية التي بدأت تحل محل طرود املساعدات اإلنسانية العينية - تزايد االعرتاف بالحد من مخاطر الكوارث سواء كقطاع أو كنهج - تزايد مشاركة الجيش يف االستجابة اإلنسانية الذي يشكل مجموعة من الجهات الفاعلة غري املدفوعة بالواجب اإلنساين يف املقام األول األمر الذي يتطلب تطوير إرشادات محددة واسرتاتيجيات تنسيقية من أجل الحوار املدين-العسكري يف املجال اإلنساين - تزايد مشاركة القطاع الخاص يف االستجابة اإلنسانية األمر الذي يتطلب إرشادات واسرتاتيجيات مامثلة لتلك املتعلقة بالحوار املدين العسكري. وقد تم إدراج هذه التطورات يف دليل مرشوع اسفري حسب االقتضاء وال سيام فيام يتعلق بالقضايا الناشئة يف مجال التحويالت النقدية واالنتعاش املبكر والعالقات املدنية العسكرية. فهم السياق خالل االستجابة اإلنسانية ليك تكون االستجابة اإلنسانية فعالة يتحتم أن تقوم عىل تشخيص سياقي شامل )التقدير والرصد والتقييم( وذلك ليك يتسنى تحليل حاجات الناس ومواطن الضعف والقدرات يف كل سياق. وقد تم تصميم الدليل أساسا كأداة للتعرف عىل مختلف السياقات ولتكييف برامج االستجابة تبعا لذلك: فهو يوجه املامرسني يف تفكريهم بشأن الوصول إىل معايري ميكن تطبيقها بشكل عام يف أوضاع أو سياقات ملموسة مع الرتكيز بوجه خاص عىل مواطن ضعف وقدرات محددة. ال يقف كل فرادى السكان املترضرين من الكوارث عىل قدم املساواة فيام يتعلق مبا لديهم من قوة وسيطرة عىل املوارد ولذلك فإن التأثري الواقع عىل الناس يختلف عىل أساس أصلهم العرقي أو دياناتهم 10
ما هو مرشوع اسفري أو انتامءاتهم السياسية وقد يلحق النزوح الداخيل الضعف ببعض الناس الذين ما كانوا ليتعرضوا للخطر يف األوضاع الطبيعية. وقد يحرم النساء أو األطفال أو كبار السن أو املعوقون أو املصابون بفريوس نقص املناعة البرشية/اإليدز من املساعدة الحيوية أو فرصة االستامع إليهم بسبب الحواجز املادية والثقافية و/أو االجتامعية. وقد أظهرت التجربة أن معاملة هؤالء الناس كقامئة طويلة من الجامعات املستضعفة ميكن أن تؤدي إىل تدخالت مفتتة وغري فعالة تتجاهل تداخل مواطن الضعف وطبيعتها املتغرية مبرور الوقت حتى أثناء أزمة محددة بعينها. ويتحتم كذلك عىل جهود اإلغاثة واالنتعاش مراعاة املخاطر ومواطن الضعف يف املستقبل ليك يتسنى إعادة بناء املجتمعات لتكون أكرث أمنا وتعزيز زيادة القدرة عىل الصمود والتعايف. وقد بدأت بالفعل يف أجزاء كثرية من العامل ظهور تبعات تغري املناخ عىل أمناط املخاطر ومن الرضوري الجمع بني املعرفة التقليدية باملخاطر ومواطن الضعف والقدرات من جانب وتقدير مخاطر تغري املناخ يف املستقبل من جانب آخر. وليك يتسنى تحقيق اإلنصاف لكل حالة منفردة من حاالت الكوارث ومواطن الضعف والقدرات الخاصة لدى السكان املترضرين فقد عالج الدليل عددا من املواضيع املتشعبة. وهي مواضيع تتعلق باألطفال والجنسانية واملسنني وفريوس نقص املناعة البرشية واإليدز وذوي اإلعاقة والدعم النفيس االجتامعي وتتعامل مع مواطن الضعف الفردية والفرعية. أما الحد من مخاطر الكوارث )مبا يف ذلك تغري املناخ( والبيئة فيعالجان قضايا تتعلق مبواطن الضعف التي تؤثر يف السكان املترضرين قاطبة. ويأيت يف نهاية هذه املقدمة وصف أكرث تفصيال لكل موضوع من هذه املواضيع. الروابط مع املعايري اإلنسانية األخرى ليك يتسنى إبقاء دليل اسفري يف مجلد واحد بحجم معقول فقد ظل الرتكيز عىل القطاعات األربعة الرئيسية من قطاعات االستجابة اإلنسانية بينام قامت العديد من القطاعات ذات الصلة التي تشكل جزءا من أجزاء االستجابة اإلنسانية الفعالة بتطوير معايريها الخاصة. وتتضمن سلسلة املعايري املرتافقة مع اسفري عددا من هذه املعايري وتم نرشها كمجلدات منفصلة إال أن تطويرها قد تم باملستوى نفسه من الدقة وعمليات التشاور التي جرت مع مرشوع اسفري وتتضمن املعايري الدنيا للتوعية الصادرة عن الشبكة املشرتكة بني الوكاالت من أجل التوعية يف حاالت الطوارئ: التأهب واالستجابة واالنتعاش واملعايري الدنيا لالنتعاش االقتصادي بعد األزمات الصادرة عن شبكة النهوض باملرشوعات الصغرية وتعزيزها واإلرشادات واملعايري للرثوة الحيوانية يف حاالت الطوارئ. وميكن للتوعية يف حاالت الطوارئ أن تكون مبثابة إدامة الحياة أو إنقاذ للحياة ومن خالل توفريها يف أماكن آمنة فإنها تتيح الشعور بالحياة الطبيعية والدعم النفيس االجتامعي والحامية من االستغالل واألذى كام ميكن استخدامها إلبالغ رسائل عن السالمة واملهارات الحياتية واملعلومات الحيوية بشأن الصحة والنظافة. وقد تم يف عام 2004 ألول مرة نرش املعايري الدنيا للتوعية الصادرة عن الشبكة املشرتكة بني الوكاالت من أجل التوعية يف حاالت الطوارئ: التأهب واالستجابة واالنتعاش ثم جرى تحديثها يف عام 2010 بينام تحولت يف عام 2008 لتكون معايري مرتافقة مع معايري اسفري. وهي تقدم إطارا لضامن وجود روابط حاسمة بني التوعية والصحة واملياه واإلصحاح والنظافة والتغذية واملأوى والحامية وتعزيز السالمة والجودة واملساءلة عن التأهب واالستجابة القامئة عىل التوعية. 11
امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا يف مجال االستجابة اإلنسانية أما الرثوة الحيوانية وتطوير املرشوعات الصغرية فتغطيها املعايري الدنيا لالنتعاش االقتصادي بعد األزمات الصادرة عن شبكة النهوض باملرشوعات الصغرية وتعزيزها واإلرشادات واملعايري للرثوة الحيوانية يف حاالت الطوارئ. ومن املتوقع أن تصبح هاتان املجموعتان من املعايري الدنيا ضمن املعايري املرتافقة مع معايري اسفري يف عام 2011. واستعامل املعايري املرتافقة إىل جانب هذا الدليل سيؤدي إىل تحسني جودة املساعدة املقدمة إىل األشخاص املترضرين من الكوارث أو النزاعات. أما بالنسبة إىل التوجيهات ذات الصلة الواردة يف كل من: املعايري الدنيا الصادرة عن الشبكة املشرتكة بني الوكاالت من أجل التوعية يف حاالت الطوارئ وشبكة النهوض باملرشوعات الصغرية وتعزيزها واإلرشادات واملعايري للرثوة الحيوانية يف حاالت الطوارئ فقد قام هذا الدليل بدمجها وأشار إليها يف كافة فصوله. وقد قامت وكاالت وتحالفات وشبكات بوضع معايري وقواعد أخرى لتلبية حاجات تشغيلية معينة مثل واليات محددة للوكاالت أو خرباتها التقنية أو الفجوة التوجيهية املتوقعة. وحيثام كان ذلك مناسبا تجري اإلشارة إىل تلك املعايري األخرى يف الفصول التقنية يف هذا الدليل. ومرشوع اسفري هو جزء من مجموعة من مبادرات الجودة واملساءلة داخل القطاع لديها عالقة عمل وثيقة مع مرشوع بناء القدرات يف حاالت الطوارئ التي قامت بتطوير دليل الجودة الكافية والرشاكة يف املساءلة اإلنسانية التي تتعامل مع قضايا االمتثال من خالل املساءلة اإلنسانية ومعايري الجودة اإلدارية لديها. ومن املبادرات األخرى التي تتعلق بالجودة واملساءلة التي ينخرط فيها مرشوع اسفري بانتظام: السكان واملعونة ومجموعة )الطوارئ وإعادة التأهيل والتنمية( وتنسيق التضامن والتنمية يف حاالت الطوارئ وشبكة التعلم النشط من أجل املساءلة واألداء يف مجال العمل اإلنساين. ما وراء هذا الدليل إن أكرث األدوات استعامال وأهمية بالنسبة إىل مرشوع اسفري هي هذا الدليل. وهو متاح أيضا يف إصدار إلكرتوين عىل موقع اسفري )www.sphereproject.org( الذي ميكنكم من خالله االطالع عىل أحدث األخبار واملستجدات حول اإلصدارات املتاحة واملوارد األخرى. وهذا الدليل موجود بلغات متعددة ومصحوبا مبواد تدريبية وترويجية مختلفة غالبا ما يتم تطويعها مبا يناسب السياقات املحلية عىل أساس تجارب املامرسني األمر الذي من شأنه أن يوضح حيوية مجتمع املامرسة ملعايري اسفري وهو ما ميكن اعتباره يف بعض األحيان شبكة غري رسمية ترتابط ببعضها ارتباطا فضفاضا ودامئة التوسع تضم مامرسني يحافظون عىل التحيل بروح اسفري. ويقوم مرشوع اسفري عىل رضورة املساعدة عىل تحسني االستجابة اإلنسانية لتلبية حقوق وحاجات السكان املترضرين من الكوارث أو النزاعات واملساءلة عنها. وقد أحرز هذا املرشوع تقدما كبريا منذ تم إنشائه بيد أن الدليل وحده ال ميكنه تحقيق ذلك ولكنكم أنتم فقط من ميكنه ذلك. 12
ما هو مرشوع اسفري مالمح موجزة عن املواضيع املتشعبة تركز املواضيع املتشعبة يف هذا الدليل عىل شواغل تتعلق مبجاالت معينة من مجاالت االستجابة للكوارث وتعالج قضايا فردية أو جامعية أو عامة تتعلق مبواطن الضعف. ويرد يف هذا الجزء وصف كل موضوع من هذه املواضيع بيشء من التفصيل. األطفال: يتحتم يف هذا الصدد اتخاذ تدابري خاصة لضامن حامية كافة األطفال من األذى ومنحهم فرص الحصول املنصف عىل الخدمات األساسية. وحيث إن األطفال هم غالبا من يشكلون الجزء األكرب من السكان املترضرين فمن األهمية مبكان عدم االكتفاء مبجرد أخذ وجهات نظرهم وتجاربهم خالل مرحلة تقدير حاالت الطوارئ والتخطيط لها وإمنا يتعني أن يكون لهم تأثري فيام يتعلق بتقديم الخدمات اإلنسانية ورصدها وتقييمها. وغالبا ما يكون األطفال والشباب عرضة للتبعات الضارة الناجمة عن مواطن الضعف يف بعض األوضاع مثل سوء التغذية واالستغالل واالختطاف والتجنيد يف الجامعات املسلحة والقوات القتالية والتعرض للعنف الجنيس واالفتقار إىل فرص املشاركة يف صنع القرار. وتنص اتفاقية حقوق الطفل عىل أن الطفل هو كل إنسان مل يتجاوز عمره الثامنة عرش وقد يختلف هذا التعريف باختالف السياقات الثقافية واالجتامعية. ويتوجب إجراء تحليل شامل للسكان املترضرين ملعرفة تعريفها للطفل وذلك لضامن عدم استبعاد أي طفل أو شاب من املساعدات اإلنسانية. الحد من مخاطر الكوارث: يتم تعريفه باعتباره مفهوما ومامرسة للحد من مخاطر الكوارث من خالل بذل جهود منهجية لتحليل وإدارة العوامل املسببة للكوارث مبا يف ذلك الحد من التعرض لألخطار والتقليل من مواطن ضعف الناس واملمتلكات وإدارة األرض والبيئة إدارة حكيمة وتحسني التأهب لألحداث السلبية. وتشمل مثل هذه األحداث السلبية الكوارث الطبيعية كالعواصف والفيضانات والجفاف وارتفاع منسوب البحار. ومع تصاعد التغري يف منط هذه الظواهر وحد تها يتزايد إرجاعها إىل ما يعرف بتغري املناخ عامليا. البيئة: وتفهم عىل أنها العنارص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والعمليات التي تؤثر عىل حياة السكان املترضرين من الكوارث والسكان املحليني وسبلهم للعيش. وهي توفر املوارد الطبيعية التي تحافظ عىل األفراد وتسهم يف تحسني جودة الحياة. ومن الرضوري توفري الحامية واإلدارة لها إذا ما كان يراد الحفاظ عىل املهام األساسية. واملعايري الدنيا تعالج رضورة منع استغالل الظروف البيئة استغالال مفرطا وتلوثها وتدهورها بينام تهدف إىل تأمني املهام البيئية الداعمة للحياة والحد من املخاطر ومواطن الضعف والسعي إىل استحداث آليات لتعزيز تكيف النظم الطبيعية من أجل االنتعاش الذايت. الجنسانية: وهي كلمة تشري إىل حقيقة أن الناس يالقون أوضاعا تختلف باختالف نوع جنسهم أما الجنس فيشري إىل الخواص البيولوجية لكل من املرأة والرجل. وهو أمر طبيعي يتحدد بالوالدة وبالتايل فهو ال يتغري بصفة عامة عىل الصعيد العاملي. 13
امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا يف مجال االستجابة اإلنسانية واملساواة يف الحقوق بني املرأة والرجل أمر منصوص عليه بوضوح يف وثائق حقوق اإلنسان التي تشكل أساس امليثاق اإلنساين. فالنساء والرجال لديهم الحق نفسه يف الحصول عىل املساعدة اإلنسانية والحامية وأن يلقوا القدر نفسه من احرتام كرامتهم اإلنسانية واإلقرار بتساوي قدراتهم اإلنسانية مبا يف ذلك القدرة عىل االختيار ويف الحصول عىل فرص العمل نفسها بناء عىل تلك الخيارات وعىل القدر نفسه من السلطة الالزمة لتشكيل نتائج أعاملهم. وتكون االستجابات اإلنسانية أكرث فعالية عندما تستند إىل فهم الحاجات املختلفة ومواطن الضعف واملصالح والقدرات واسرتاتيجيات املواجهة لدى النساء والرجال والفتيات والفتيان من جميع األعامر والتبعات املتغرية الواقعة عليهم جراء الكوارث أو النزاعات. ومن خالل التحليل الجنساين يتحقق الفهم لهذه االختالفات فضال عن عدم املساواة فيام يتعلق بأدوار النساء والرجال وأعباء العمل والوصول إىل املوارد وإدارتها وسلطة صنع القرار والفرص املتاحة لتنمية املهارات. وتتطرق الجنسانية إىل مواضيع متشعبة أخرى. وتعني األهداف اإلنسانية املتعلقة بالحفاظ عىل التناسب وعدم التحيز فيام يتعلق باألمور الجنسانية أنه يتحتم إيالء االهتامم من أجل تحقيق العدالة بني املرأة والرجل وضامن املساواة يف النتيجة. وتاريخيا فقد كان االهتامم بالعدل بني الجنسني مدفوعا بالحاجة إىل معالجة حاجات النساء والفتيات وظروفهن حيث إن النساء والفتيات عادة ما يكن أكرث حرمانا من الرجال والفتيان. بيد أنه يتزايد إدراك املجتمع اإلنساين لرضورة فهم ما يواجه الرجال والفتيان يف حاالت األزمات. فريوس نقص املناعة البرشية واإليدز: من املهم معرفة مدى انتشار ذلك يف سياق إنساين محدد وذلك لفهم مواطن الضعف واملخاطر وللتخطيط من أجل االستجابة بفعالية. وباإلضافة إىل أشد السكان تعرضا للمخاطر )مثل الرجال الذين ميارسون الجنس مع رجال ومتعاطي العقاقري عن طريق الحقن واملشتغلني بالجنس( الذين كثريا ما يحتاجون إىل تلقي تدابري محددة لحامية أنفسهم من اإلهامل والتمييز والعنف فقد تتضمن بعض السياقات فئات مستضعفة أخرى مثل الالجئني واملهاجرين والشباب واألمهات العازبات. وقد يؤدي النزوح الجامعي إىل زيادة املخاطر ومواطن الضعف فيام يتعلق بفريوس نقص املناعة البرشية وذلك نتيجة الفصل بني أفراد األرسة وانهيار التامسك املجتمعي واألعراف االجتامعية والجنسية التي تنظم السلوكيات. وقد تقوم الجامعات املسلحة باستغالل النساء واألطفال األمر الذي يجعلهم عرضة بشكل خاص لإلصابة بفريوس نقص املناعة البرشية بسبب العنف واالستغالل الجنسيني. وقد يصبح الناس أثناء حاالت الطوارئ اإلنسانية غري قادرين عىل الوصول إىل التدخالت املتعلقة مبكافحة هذا الفريوس مثل برامج الوقاية وقد يحدث أن يتعطل العالج بالعقاقري املضادة للفريوسات االرتجاعية وعالج السل )الدرن( والوقاية منه وكذلك عالج األمراض االنتهازية األخرى. وغالبا ما يعاين املصابون بفريوس نقص املناعة البرشية من التمييز والوصم بالعار وبالتايل فال بد من التقيد الصارم بالحفاظ عىل الرسية وإتاحة الحامية لهم عند الرضورة. وينبغي ألنشطة القطاع يف هذا الدليل أن توفر تدخالت مناسبة فيام يتعلق بهذا الفريوس وفقا لسياقه ومدى انتشاره وعدم زيادة مخاطر تعرض الناس لإلصابة به. 14
ما هو مرشوع اسفري كبار السن: وفقا لتعريف األمم املتحدة فإن املسنني من الرجال والنساء هم الذين تزيد أعامرهم عىل 60 عاما ولكن قد يختلف تعريف املسن باختالف السياقات. فغالبا ما يكون كبار السن من بني أفقر الفئات السكانية يف البلدان النامية بينام يشكلون نسبة أكرب ومتنامية بني أشد الفئات ضعفا فيام بني السكان املترضرين من الكوارث أو النزاعات )عىل سبيل املثال الفئة العمرية ملن تجاوزوا 80 عاما من العمر هي أرسع الفئة العمرية منوا يف العامل( وما زالت إدارة الكوارث أو النزاعات تغض الطرف عنهم يف غالب األحيان. وتعترب العزلة والضعف الجسامين من العوامل املهمة التي تساهم يف تفاقم ضعف املسنني أمام حاالت الكوارث أو النزاعات وذلك إىل جانب تعطل اسرتاتيجيات كسب العيش وهياكل دعم األرسة واملجتمع املحيل واملشاكل الصحية املزمنة ومشاكل التنقل وتدهور الصحة العقلية. وال بد من بذل جهود خاصة لتحديد املسنني رهيني املنازل واألرس املعيشية التي يرأسها مسنون والوصول إليهم. وللمسنني أيضا ما يقدمونه من مساهامت رئيسية فيام يتعلق بالبقاء عىل قيد الحياة وإعادة التأهيل. وهم يلعبون دورا حيويا يف تقديم الرعاية لألطفال وإدارة املوارد وتوليد الدخل ولديهم املعرفة والتجربة بشأن اسرتاتيجيات املواجهة االجتامعية واملساعدة عىل الحفاظ عىل الهويات الثقافية واالجتامعية. ذوو اإلعاقة: تشري تقديرات منظمة الصحة العاملية إىل أن هناك ما بني 7 و 10 يف املائة من سكان العامل مبا يف ذلك أطفال ومسنون من ذوي اإلعاقة. وقد تتسبب الكوارث والنزاعات يف زيادة حاالت العجز وبالتايل اإلعاقة الحقا. وتقدم اتفاقية األمم املتحدة لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة تعريفا لإلعاقة بأنها مفهوم آخذ يف التطور ينتج عن التفاعل بني األشخاص املصابني بعاهة )التي قد تكون بدنية أو حسية أو فكرية أو نفسية( والحواجز املواقفية والبيئية التي تعوق مشاركتهم يف املجتمع مشاركة كاملة وفعالة عىل قدم املساواة مع اآلخرين. ولذلك فإن وجود هذه الحواجز يحول دون مشاركة ذوي اإلعاقات مشاركة كاملة ومجدية يف التيار الرئييس لربامج املساعدة اإلنسانية أو االستفادة منه. وتعطي هذه االتفاقية الجديدة إشارة محددة لسالمة ذوي اإلعاقات وحاميتهم يف حاالت النزاعات والطوارئ )اتفاقية األمم املتحدة لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة املادة رقم 11(. ويف حاالت الكوارث يواجه ذوو اإلعاقات مخاطر غري متكافئة وغالبا ما يجري استبعادهم من عمليات اإلغاثة وإعادة التأهيل. وقد يزيد هذا االستبعاد من صعوبة االستفادة من خدمات الدعم العامة يف حاالت الكوارث واملشاركة فيها بفعالية. واألهم من ذلك أن ذوي اإلعاقات يشكلون مجموعة سكانية متباينة تشمل أطفاال ومسنني ممن ال ميكن تلبية حاجاتهم بأسلوب نهج واحد يناسب الجميع. ولذلك يتحتم عىل االستجابات اإلنسانية أن تأخذ بعني االعتبار القدرات الخاصة واملهارات واملوارد واملعرفة لدى األفراد من مختلف أنواع ودرجات اإلعاقة. ومن املهم أيضا أال ننىس أن ذوي اإلعاقات لديهم الحاجات األساسية نفسها التي لدي الجميع يف مجتمعاتهم. وباإلضافة إىل ذلك فقد يكون لبعضهم حاجات خاصة أيضا مثل استبدال مواد املعونة أو األدوات واألجهزة والحصول عىل خدمات إعادة التأهيل. وعالوة عىل ذلك يجب عىل أي تدابري تستهدف ذوي 15
امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا يف مجال االستجابة اإلنسانية اإلعاقات أال تؤدي إىل فصلهم عن عائالتهم وشبكاتهم املجتمعية. وأخريا إذا مل تؤخذ حقوق ذوي اإلعاقات بعني االعتبار يف االستجابات اإلنسانية فقد تضيع فرصة كبرية إلعادة بناء املجتمعات من أجل كافة الناس. وبالتايل فمن األمور األساسية أن يتم إدراج ذوي اإلعاقات يف كافة جوانب اإلغاثة واالنتعاش. األمر الذي يتطلب تنسيق االستجابة وتوجيهها. الدعم النفيس االجتامعي: تنجم بعض أكرب مصادر مواطن الضعف واملعاناة يف حاالت الكوارث من آثارها املعقدة عاطفيا واجتامعيا وجسديا وروحيا. ويكون العديد من ردود الفعل هذه أمرا طبيعيا وميكن التغلب عليها مبرور الوقت. ومن األمور األساسية القيام محليا بتنظيم الدعم املالئم يف مجال الصحة العقلية واملجال النفيس االجتامعي مبا يعزز القدرة فيام يتعلق مبساعدة الذات واملواجهة والتعايف فيام بني السكان املترضرين. ويتعزز العمل اإلنساين إذا ما متت املسارعة بإرشاك املترضرين يف أقرب وقت مناسب يف أعامل التوجيه والتنفيذ فيام يتعلق باالستجابة للكوارث. ويف كل قطاع من القطاعات اإلنسانية تكون لطريقة إدارة املعونة تأثري نفيس اجتامعي قد يعمل إما عىل دعم السكان املترضرين أو إلحاق األذى بهم. ولذلك فإنه يتعني تسليم املعونة بطريقة رحيمة تعزز الكرامة ومتكن من الكفاءة الذاتية من خالل املشاركة املجدية وتحرتم أهمية املامرسات الدينية والثقافية وتعزز من قدرة أفراد املجتمع عىل دعم الرفاه بشكل كيل. املراجع اتفاقية األمم املتحدة لحقوق الطفل: www2.ohchr.org/english/law/crc.htm اتفاقية األمم املتحدة لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة: www.un.org/disabilities/ منظمة الصحة العاملية بشأن اإلعاقات: www.who.int/disabilities/en/ 16
امليثاق اإلنساين
امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا يف مجال االستجابة اإلنسانية يوفر امليثاق اإلنساين الخلفية األخالقية والقانونية ملبادئ الحامية وللمعايري الدنيا واملعايري األساسية الواردة يف هذا الدليل. وهو من ناحية مبثابة بيان لحقوق والتزامات قانونية موجودة ومن ناحية أخرى فهو بيان إميان مشرتك. فمن حيث الحقوق وااللتزامات القانونية فإنه يلخص أكرث املبادئ القانونية األساسية صلة برعاية مترضري الكوارث أو النزاعات. أما من حيث اإلميان املشرتك فإنه يحاول تجسيد توافق اآلراء فيام بني الوكاالت اإلنسانية حول املبادئ التي ينبغي أن تحكم االستجابة للكوارث أو النزاعات ويتضمن ذلك أدوار مختلف الجهات املعنية ومسؤولياتها. وهو يشكل أساسا اللتزام الوكاالت اإلنسانية التي تؤيد مرشوع اسفري ودعوة إىل كافة املنخرطني يف مجال العمل اإلنساين لتبني املبادئ نفسها. امليثاق اإلنساين إمياننا 1- يعرب امليثاق اإلنساين عن قناعتنا املشرتكة كوكاالت إنسانية بأن جميع مترضري الكوارث أو النزاعات لديهم حق تلقي الحامية واملساعدة لضامن الرشوط األساسية من أجل الحياة بكرامة ونحن نؤمن بأن املبادئ الواردة يف هذا امليثاق اإلنساين هي مبادئ عاملية تنطبق عىل كافة مترضري الكوارث أو النزاعات أينام كانوا وكذلك عىل جميع أولئك الذين يسعون إىل مساعدتهم أو توفري األمن من أجلهم. وتتجسد هذه املبادئ يف القانون الدويل بيد أنها تستمد قوتها يف نهاية املطاف من املبدأ األخالقي األسايس لإلنسانية الذي مفاده: أن كافة الناس يولدون أحرارا ومتساوين يف الكرامة والحقوق. وانطالقا من هذا املبدأ فإننا نؤكد عىل أولوية الواجب اإلنساين: الذي يقيض باتخاذ التدابري الالزمة لتفادي املعاناة اإلنسانية الناجمة عن الكوارث أو النزاعات أو التخفيف من حدتها وأنه ال ينبغي تجاوز هذا املبدأ بأي حال من األحوال. وكوكاالت إنسانية محلية ووطنية ودولية فإننا نلتزم بتعزيز مبادئ هذا امليثاق وااللتزام بها كام نلتزم بتلبية املعايري الدنيا يف جهودنا الرامية إىل مساعدة أولئك املترضرين وحاميتهم. ونحن ندعو جميع املنخرطني يف األنشطة اإلنسانية مبا يف ذلك الجهات الفاعلة من القطاعني الحكومي والخاص إىل املوافقة عىل املبادئ والحقوق والواجبات املشرتكة املبينة أدناه باعتبارها بيان معتقدات إنسانية مشرتكة. دورنا 2- نعرتف بأن الحاجات األساسية ملترضري الكوارث أو النزاعات إمنا ت لبى بفضل جهودهم الخاصة يف املقام األول ومن خالل الدعم الذي تقدمه املؤسسات املجتمعية واملحلية. كام نعرتف بأولوية دور الدولة املترضرة ومسؤوليتها فيام يتعلق بتوفري املساعدة للمترضرين يف الوقت املناسب وبضامن حامية الناس وأمنهم وبتوفري الدعم من أجل انتعاشهم. ونحن نؤمن بأن السبيل الحاسم نحو الوقاية واالستجابة بشكل فعال يتمثل يف مزيج من العمل الرسمي والطوعي ويف هذا الصدد فإن الجمعيات الوطنية لحركة الصليب األحمر والهالل األحمر وغريها من جهات املجتمع املدين الفاعلة لديها دور أسايس يدعم السلطات العامة. وحيثام تكون القدرات الوطنية غري كافية فإننا نؤكد عىل دور املجتمع 18
امليثاق اإلنساين الدويل األوسع نطاقا يف مساعدة الدول عىل الوفاء مبسؤولياتها مبا يف ذلك الجهات املانحة الحكومية واملنظامت اإلقليمية. ونحن نعرتف باألدوار الخاصة التي تضطلع بها الوكاالت املكلفة لدى األمم املتحدة واللجنة الدولية للصليب األحمر وندعم هذه األدوار. 3- نحدد دورنا كوكاالت إنسانية فيام يتعلق بحاجات الفئات السكانية املترضرة وقدراتها ومسؤوليات حكوماتها أو القوى املسيطرة عليها. ويعكس دورنا يف تقديم املساعدة اإلنسانية حقيقة مفادها أن الجهات التي تقع عليها مسؤولية املساعدة يف املقام األول ليست قادرة دامئا عىل االضطالع بهذا الدور بنفسها بشكل كامل أو قد ال تكون مستعدة للقيام به. وسنقوم قدر اإلمكان بدعم الجهود التي تبذلها السلطات ذات الصلة من أجل حامية املترضرين ومساعدتهم مبا يتسق مع تلبية الواجب اإلنساين وغريه من املبادئ املنصوص عليها يف هذا امليثاق وندعو كافة الجهات الفاعلة الحكومية وغري الحكومية إىل احرتام دور الوكاالت اإلنسانية الذي يتسم باالستقاللية وعدم التحيز أو التحزب كام ندعوها إىل تسهيل عملها وذلك من خالل إزالة الحواجز القانونية والعملية غري الرضورية وكفالة سالمتها والسامح لها بالوصول إىل الفئات السكانية املترضرة بشكل متسق ويف الوقت املناسب. 19 املبادئ والحقوق والواجبات املشرتكة 4- نقدم خدماتنا بوصفنا وكاالت إنسانية تعرتف بحقوق كافة املترضرين من الكوارث أو النزاعات النساء والرجال والفتيان والفتيات مستلهمني يف ذلك مبادئ اإلنسانية والواجب اإلنساين. ويشمل ذلك الحق يف الحامية واملساعدة الذي تجسده نصوص القانون الدويل اإلنساين وقانون الالجئني وحقوق اإلنسان. وألغراض هذا امليثاق فإننا نقدم فيام ييل موجزا لهذه الحقوق: الحق يف الحياة بكرامة الحق يف الحصول عىل املساعدات اإلنسانية الحق يف الحامية واألمن. وعىل الرغم من عدم ورود نصوص بهذا الشأن يف القانون الدويل بيد أنها تنطوي عىل مجموعة من الحقوق القانونية املقررة وتعطي مضمونا أكرث شموال للواجب اإلنساين. 5- الحق يف الحياة بكرامة الذي تجسده أحكام القانون الدويل وتحديدا التدابري املعنية بحقوق اإلنسان فيام يتعلق بالحق يف الحياة وفقا ملستوى معييش الئق وعدم التعرض لرضوب التعذيب أو أشكال املعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو املهينة. وينطوي الحق يف الحياة عىل واجب املحافظة عىل الحياة أينام تتعرض للتهديد. ويتضمن ذلك واجب عدم حجب تقديم املساعدة املنقذة للحياة أو تثبيطها. أما الكرامة فتنطوي عىل أكرث من مجرد الرفاه البدين فهي تتطلب االحرتام الكامل للشخص مبا يف ذلك قيم ومعتقدات األفراد واملجتمعات املحلية املترضرة واحرتام حقوقهم اإلنسانية مبا يف ذلك الحرية وحرية الوجدان والحرية الدينية. 6- يعد الحق يف الحصول عىل املساعدات اإلنسانية عنرصا رضوريا من عنارص الحق يف الحياة بكرامة. وهو ينطوي عىل تحقيق مستوى معييش الئق يتضمن ما يكفي من الغذاء واملياه وامللبس واإليواء واملتطلبات الالزمة للحياة بصحة جيدة وهو حق يضمنه القانون الدويل رصاحة. وتتجسد هذه الحقوق
امليثاق اإلنساين واملعايري الدنيا يف مجال االستجابة اإلنسانية يف املعايري الدنيا واملعايري األساسية ملرشوع اسفري التي تعطيها واقعا عمليا وتحديدا فيام يتعلق بتقديم املساعدة إىل مترضري الكوارث أو النزاعات. ونحن نؤمن بأنه أينام وجدت مجاالت ال تقدم فيها الجهات الفاعلة الحكومية وغري الحكومية مثل هذه املساعدة بنفسها فإنه يتوجب عىل هذه الجهات حينئذ السامح للغري باملساعدة عىل القيام بذلك. ويتوجب تقديم أي مساعدة من هذا القبيل وفقا ملبدأ عدم التحيز الذي يتطلب أن يتم تقدميها عىل أساس الحاجة فقط ومبا يتناسب مع هذه الحاجة. وهذا يعكس مبدأ عدم التمييز األوسع نطاقا الذي مفاده: أنه ال ينبغي التمييز ضد أي شخص بسبب وضعه من حيث العمر أو نوع الجنس أو األصل أو اللون أو العرق أو التوجه الجنيس أو اللغة أو املعتقد الديني أو اإلعاقة أو الحالة الصحية أو الرأي سواء كان سياسيا أو غريه أو األصل القومي أو االجتامعي. 7- يتأصل الحق يف الحامية واألمن يف أحكام القانون الدويل وقرارات األمم املتحدة واملنظامت الحكومية الدولية األخرى وكذلك يف املسؤولية السيادية للدول التي تكفل من خاللها حامية جميع الخاضعني لواليتها. وتحظى سالمة الناس وأمنهم يف حاالت الكوارث أو النزاعات باهتامم إنساين خاص ويتضمن ذلك توفري الحامية لالجئني والنازحني داخل بلدهم. وحسب إقرار القانون فقد يتعرض بعض الناس بشكل خاص لإلساءة والتمييز الضار بسبب وضعهم من حيث العمر أو نوع الجنس أو العرق ورمبا يستلزم األمر اتخاذ تدابري خاصة من أجل توفري الحامية لهم ومساعدتهم. ونحن نعتقد أنه يف حالة افتقار الدولة إىل القدرة الالزمة لحامية الناس يف مثل هذه الظروف فإنه يتوجب عليها التامس املساعدة الدولية من أجل القيام بذلك. وجدير بالذكر أن القانون املتعلق بحامية املدنيني والنازحني يتطلب إيالء اهتامم خاص بالنقاط الواردة أدناه: )1( خالل النزاعات املسلحة وفقا لتعريف القانون الدويل اإلنساين يوجد نص قانوين محدد مينح الحامية واملساعدة لغري املشاركني يف النزاع. وال سيام ما تفرضه اتفاقيات جنيف عام 1949 وبروتوكوالها اإلضافيان لعام 1977 من التزامات عىل أطراف النزاعات املسلحة سواء كانت دولية أو غري دولية. ونحن نشدد عىل الحصانة العامة للسكان املدنيني ضد الهجامت والعمليات االنتقامية كام نشدد عىل وجه الخصوص عىل أهمية مبدأ التمييز بني املدنيني واملقاتلني وبني األهداف املدنية واألهداف العسكرية وعىل مبدأ التناسب يف استخدام القوة والتحوط يف الهجوم وعىل واجب االمتناع عن استخدام األسلحة العشوائية أو التي تسبب بحكم طبيعتها إصابات زائدة أو معاناة ال داعي لها وكذلك عىل واجب السامح بتقديم اإلغاثة بدون تحيز. فكثري من املعاناة التي ميكن تجنبها التي تسببها النزاعات املسلحة للمدنيني نابع من عدم احرتام هذه املبادئ األساسية. )2( ال يزال الحق يف التامس اللجوء أو املالذ أمرا حيويا من أجل حامية أولئك الذين يواجهون اضطهادا أو عنفا. فكثريا ما يجرب أولئك املترضرين من الكوارث أو النزاعات عىل اللوذ فرارا من ديارهم بحثا عن األمن والحاجات املعيشية الرضورية. وتوفر أحكام اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع الالجئني )وتعديالتها( وغريها من املعاهدات الدولية واإلقليمية ضامنات أساسية لغري القادرين عىل االستظالل بحامية بلد جنسيتهم أو إقامتهم ويضطرون إىل التامس األمان يف بلد آخر. وعىل رأس هذه املبادئ مبدأ عدم اإلعادة القرسية الذي مفاده: أنه ال يتعني إعادة أحد إىل بلد تتعرض فيه حياته أو حريته أو أمنه البدين إىل التهديد أو إىل حيث يحتمل أن يتعرض 20
امليثاق اإلنساين 21 التزامنا لرضوب التعذيب أو غريه من أشكال املعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو املهينة. وينطبق املبدأ نفسه بالتبعية عىل النازحني داخل بلدهم وذلك عىل النحو الوارد يف القانون الدويل لحقوق اإلنسان وكام نصت عليه املبادئ التوجيهية التي وضعت عام 1998 بشأن النزوح الداخيل وما يتصل بذلك من قوانني إقليمية ووطنية. 8- نحن نقدم خدماتنا من منطلق إمياننا بأن الفئات السكانية املترضرة تقع يف صلب العمل اإلنساين ونقر بأن مشاركتها مشاركة نشطة هي أمر أسايس لتقديم املساعدة بطرق تلبي حاجاتهم عىل أفضل وجه ويتضمن ذلك املستضعفني واملستبعدين اجتامعيا. ونسعى إىل دعم الجهود املحلية لتفادي الكوارث والتأهب لها واالستجابة لها وكذلك بالنسبة آلثار النزاعات وتعزيز قدرات الجهات الفاعلة املحلية عىل كافة املستويات. 9- نحن ندرك أن املحاوالت الرامية إىل توفري املساعدة اإلنسانية قد ت حدث يف بعض األحيان آثارا سلبية غري مقصودة. ولذلك فإننا نهدف من خالل التعاون مع املجتمعات املحلية املترضرة ومع السلطات إىل التقليل قدر اإلمكان مام قد يطال املجتمع املحيل أو البيئة من أي آثار سلبية للعمل اإلنساين. أما فيام يتعلق بالنزاع املسلح فإننا ندرك أن الطريقة التي يتم بها تقديم املساعدة اإلنسانية قد تجعل من زيادة تعرض املدنيني للهجوم أمرا محتمال أو قد تتسبب أحيانا بشكل غري مقصود يف إعطاء ميزة إىل طرف أو أكرث من أطراف النزاع. وعىل ذلك فنحن ملتزمون بالتقليل إىل أدىن حد ممكن من مثل هذه اآلثار الضارة مبا يتفق مع املبادئ املذكورة آنفا. 10- نحن نعمل وفقا ملبادئ العمل اإلنساين املنصوص عليها يف هذا امليثاق ويف ضوء توجيهات حددتها مدونة قواعد السلوك من أجل الحركة الدولية للصليب األحمر والهالل األحمر واملنظامت غري الحكومية أثناء اإلغاثة يف حاالت الكوارث )عام 1994(. 11- تعطي املعايري الدنيا واملعايري األساسية ملرشوع اسفري مضمونا عمليا للمبادئ املشرتكة يف هذا امليثاق استنادا إىل فهم الوكاالت ملتطلبات الحد األدىن األسايس الالزم للحياة الكرمية وإىل تجاربها يف تقديم املساعدة يف املجال اإلنساين. وعىل الرغم من اعتامد تحقيق هذه املعايري عىل مجموعة من العوامل قد يقع أكرثها خارج دائرة سيطرتنا إال أننا ملتزمون دامئا مبحاولة تحقيقها وعىل استعداد لقبول املساءلة عن ذلك. كام ندعو كافة األطراف مبا يف ذلك الحكومات املترضرة والحكومات املانحة وكذلك املنظامت الدولية والجهات الفاعلة من القطاع الخاص والجهات الفاعلة غري الحكومية إىل اعتامد تلك املعايري الدنيا واملعايري األساسية ملرشوع اسفري كمعايري مقبولة. 12- نلتزم ببذل كل جهد ممكن لضامن حصول مترضري الكوارث أو النزاعات عىل ما ال يقل عن الحد األدىن من املتطلبات الالزمة للحياة بكرامة وأمن وذلك انطالقا من االلتزام باملعايري الدنيا واملعايري األساسية ويتضمن ذلك ما يكفي من املياه واإلصحاح واألغذية والتغذية واملأوى والرعاية الصحية. وتحقيقا لهذه الغاية فإننا سنواصل دعوة الدول واألطراف املعنية األخرى إىل الوفاء بالتزاماتها األخالقية والقانونية تجاه الفئات السكانية املترضرة. ومن جانبنا فإننا نعمل عىل جعل استجاباتنا أكرث فعالية ومالءمة وقابلية للمساءلة من خالل إجراء تقدير ورصد سليمني لتطورات السياق املحيل ومن خالل تحقيق الشفافية يف املعلومات ويف صنع القرار وكذلك من خالل التنسيق والتعاون بشكل أكرث فعالية